عندما نظرت الى عمر وجدته وقد علته هالة من النور يراها القاصي منه والداني فأخذت شفتاي ترتعشان وﻻ اعلم سبب هذا الخوف الذي ملاء قلبي!؟ فقلت لنفسي:هذا قديس!"
جنرال غرتسياني قائد القوات اﻻيطالية .
الحكاية تبدأ من خيمة ﻷحدى القبائل البدوية... حيث قرر رجل اسمه المختار بن عمر ان يصطحب زوجته عائشة بنت محارب ليحجا معا للبيت الحرام ليتوفى المختار تاركاطفﻻ يتيما اسمه عمر في البيئة الصحراوية.
انتقل عمر المختار الى قلب افريقيا في نهايةالقرن التاسع عشر وبداية العشرين ليجاهد مع اخوانه من مسلمي تشاد ضد الغزاة الفرنسيين ليلقنهم فنون القتال العربي اﻻصيل فذاع صيته في افريقيا وانتقل ينشر اﻻسﻻم فيها قبل ان يصبح معلما .
عام 1911 ارسلت ايطاليا بارجاتها ﻻحتﻻل ليبيا ليعود بطلنا الى الجهاد المسلح فينظم المجاهدين ويشن الغارة تلو الغارة ضد الغزاة ليبدأ الطليان البحث عن هوية ذلك الشبح الذي تغيرت ﻷجله 4حكومات ايطالية نتيجة لهزائم الجيش المتعاقبة فتحول عمر الى كابوس يقض مضاجع الطليان حتى اخذ موسوليني على عاتقه انهاء اسطورة المختار الذي سبب اﻻحراج لسمعة ايطاليا .
القى موسوليني ورقته اﻻخيرة حيث بعث مجرم حرب اسمه غرتسياني ليقوم هذا بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل بالتاريخ .
اول شئ قام به هذا الفاشي بناء اطول جدار سلكي شائك في العالم على الحدود الليبية المصرية لتنقطع بذلك اﻻمدادات المصرية للمجاهدين الليبين .
قام هذا المجرم بإنشاء اكبر معسكر اعتقال في التاريخ فسجن فيه مايقارب من نصف عدد الشعب الليبي المسلم فوضع 80الف ليبي وليبية في المعسكر الذي كان يتسع فقط 10اﻻف فقط نسمة!
لم يكتفِ غرستاني بذلك حيث وضع معهم مواشيهم وابلهم في المعسكر فمات الليبيون موتا بطيئا ولم يبق من 80 الف اﻻ 15 الف في حالة يرثى لها من المرض قبل ان يلقي غرستاني نصف طن من القنابل على المسلمين المدنيين في مدينة الكفرة.
اما الشيوخ وكبار السن فقد كانوا يقتادون على متن الطائرات مغلولي اﻻيدي قبل ان يقوم الطليان بإسقاطهم تباعا من فوق الطائرات وهم يضحكون قائلين :
ﻻ تنسوا ان تطلبوا من نبيكم البدوي محمد النجدة
يتم رمي المسلمين من ارتفاع 400م امام ابناءهم لكي يزرعوا فيهم الخوف والرعب وايضا خطف اﻻطفال من احضان امهاتهم...
اما عمرالمختار فقد كان يتنقل مع المجاهدين في صحراء ليبيا ينصب الكمائن للجنود ليحول ليبيا الى كتلة نار تحرق معسكرات ايطاليا الفاشية موزعا وقته بين الجهاد وقيام الليل فقد كان يختم القران مرة كل اسبوع في ايام القتال!وينام ساعتين او 3 على اﻻكثر واوقع مع اخوانه المجاهدين خسائر كبيرة في صفوف الغزاة كما احيا مع رفاقه لدى الليبين روح الجهاد وفضيلة الاستشهاد .
حتى جاء ذلك اليوم الذي باغته فيه كمين ايطالي ليصاب فرسه فيسقط عمر المختار على الرمال الملتهبة ليعتقله مرتزقة الطليان ليسرع غرتسياني نفسه ليقابله.
يصف غريستاني تلك المقابلة في كتابه برقة المهدأة:
عندما حضر المختار امام مكتبي مكبﻻ بالسﻻسل لم يكن عاديا له هيبته اسأله ويجيب : لماذا حاربت الحكومة الفاشتية ؟
فأجاب الشيخ : من اجل ديني ووطني
فقلت : ماالذي في اعتقادك الوصول إليه؟
فأجاب الشيخ : ﻻ شئ سوى طردكم ﻻنكم مغتصبون اما الحرب فهي فرض علينا وما النصر اﻻ من عند الله .
فسألته : لما لك من نفوذ وجاه كم يوم يمكنك ان تأمر الثوار ان يسلموا اسلحتهم؟
وما ان سألته حتى نظر الشيخ الي نظرة ارعبتني وقال:
🔹إننا ﻻنستسلم ابداً ، نموت او ننتصر .
استطرد غرتسياني :
عندما تهيأ لﻻنصراف كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي من جﻻلة الموقف انا الجنرال كانت شفتاي ترتعشان ولم استطع ان أنطق امامه فأنهيت المقابلة وامرت ارجاعه لسجن ليقدم للمحاكمة مساءً
قررت المحكمة مسبقا اعدامه وفي عام 1931 تم اعدام الشيخ الذي جاوز السبعين واستشهد الشيخ امام انظار شعبه ليزرع الجهاد في قلوب الليبين قبل رحيله...
فرحمك الله ياشيخ المجاهدين يا اسد الصحراء ..
🔸نحن كذلك ان شاء الله في اليمن وفي سوريا وفي فلسطين وفي العراق :
ﻻنستسلم ابداً ، نموت او ننتصر .
تطبيق .. قصص قصيرة ..