📖☆ "عنوان القصة ||
#ظلم_و_ظلام الجزء السادس والأخير .. •
______________________________
وفي صباح اليوم التالي كانت القرية في حالة فوضى تامة وعمت اجهازات الانذار كافة ارجائها حتى في المدرسة ..فأحس جاد ان شيئا مكروها قد حصل لنجمة ..وسمع النداء :يا اهل القرية ان نجمة وعائلتها التي كنا نظن انهم من اخيار هذه المنطقة قد خرجوا على دينهم واصبحوا كفارا ووجب ان نقتص منهم اليوم في الساعة العاشرة صباحا في الساحة ويجب ان تحضروا جميعكم ليكونوا عبرة لمن يعتبر ولتكونوا امناء على دينكم ..ومن لم يحضر سنعتبره متعاملا معهم وسنقتص منه ايضا ..
هنا احس جاد بالأسف على حالها وقرر ان يتخذ اول خطوة جريئة منه.. فذهب الى المدينة ليحضر علماء دينها ويحضر الشرطة ايضا وامل ان يعود في الوقت المناسب ..
اما اهل القرية فكان جميعهم يحبون هذه العائلة ولم يتقبلوا الموضوع الا مرغمين لانهم يظنون ان شيخ القرية على حق ولم يتجرا اي احد على ان يسأل ماذا حدث ..وما هي الا سويعات حتى حانت الساعة العاشرة ..وذهب جنود الشيخ واحضروا العائلة الى الساحة في حالة ذل رهيبة ..وقد اخلعوا الحجاب لنجمة وامها رغما عنهما ووضعوا الاغلال في اعناقهم جميعا وجعلوهم يجلسون على الارض وكانهم قد ارتكبوا اثما لا يغتفر ..وعلى الرغم من هذا كانت نجمة شامخة وتردد قول :لا اله الا الله اللهم اشهد اني على حق ..وقد سمعها الجنود فارتابوا من كلامها ..واصمتوها رغما عنها لانهم كانوا يخافون ان تؤثر فيهم فيحل بهم ما حل بها ..اما اهل نجمة فكانوا ينظرون اليها والدموع تنهمر من عيونهم ولم يتكلموا بأية كلمة ويكفي نظرات اللوم والحسرة التي كانوا يوجهونها لها ..فقالت :اقسم يا امي وابي اني لم اخطئ ولم افعل الا الصواب وارجوكما سامحاني لاني السبب في موتكما بهذه الطريقة ولكن اعلما انه في يوم من الايام سيسجل هذا في التاريخ على اننا ابطال وثوريين تجاه الظلم…
وبعد دقائق قرعت الطبول معلنة عن خطاب شيخ القرية ..فقال :يا اهل القرية كل ذنبي الذي فعلته هو انني طلبت يد النمرودة نجمة لابني فرفضت ..وشاء الله ان اذهب الى منزلهم واعلم انها قد تعلمت القراءة والكتابة بالسر ..وعصت اوامري ..وتحدثت معي بازدراء وكانني طفل صغير امامها فكان هذا جزاءها هي واهلها والآن سارميهم بالرصاص بارحم ميتة لهم وهم يستحقون اكثر من ذلك ..فتفاجأ اهل القرية جميعهم ونظروا اليهم بدهشة فهم غير متعودين على فكرة انه يحق للفتيات التعلم ..او رفض الزواج من الشخص الذي يقرره الشيخ فكيف اذا كان ابنه ..
ولكن الشيخ اكمل :هل يرضيكم ما فعلته هذه العائلة ??
فصمت الجميع لبرهة وهموا ليجيبوا خوفا من الشيخ ..ولكن قال صوت من البعيد :نعم يرضينا فهم لم يفعلوا الا الصواب وانت المخطئ وآن الاوان ليعرف الجميع من انت .. وهل الدين يرضى ان تُخلع نجمة وامها حجابهما وتاتي بهما على هذه الحالة.. وهل الدين يرضى ان تحكم بالظلم على اناس كل ما فعلوه انهم تعلموا ورفضوا مصاهرتك ووقفوا في وجه ظلمك .لا الدين يقبل ولا الاخلاق ولا الاعراف ..فضلا عن اشياء كثيرة كلها خطايا بخطايا . ..??!!
فالتفت الجميع وراءهم واذا به الاستاذ جاد ومعه جماعة من الشيوخ ..وبدا جاد بسرد القصة امامهم والشيخ يتصبب عرقا ..فقالوا لاهل القرية مؤكدين :ان كل ما قاله لكم ليس صحيحا ..الفتيات يحق لهن بالتعلم بل هو واجب ..الصدقات من حق الفقراء وليست من حق الشيخ ..الزواج ليس بالاكراه ويجب قبول الطرفين ..والخ من القوانين الغير صحيحة ودعموا كلامهم من القرآن وباسلوب لطيف جدا ..فثار عليه اهل القرية وانقلب السحر على الساحر فطرودوه هو وعائلته من القرية ..اما جاد ونجمة فقد بدآ بحملات تثقيفية وتوعوية وانشآ مدرسة محو الامية للكبار وخاصة الفتيات ..واخيرا تزوجا وكانا مثالا لاروع زوجين مثقفين وانشآ اجيالا واجيالا تحدثت عنهما كيف انقذا القرية من الظلم والظلام الذي كانت تعيش فيه ..
انتهت..
شكرا لكم ..
نلتقي في قصة اخرى ..
______________________________
