الأحد، 3 مايو 2015

الزهراء السقطرية تستنجد إمام عمان بقصيدة..



تحكي متفرقات في كتب السير والأخبار، أن هذه السيدة لما شاهدت دخول الأحباش إلى جزيرة سقطرى الآمنة، ليقتلوا الوالي، ويفسدوا فيها ويهلكوا الحرث والنسل، دخلتها الغيرة للدين الحنيف ولأهل البلد مما أصابهم من القهر والعسف، فبعثت بقصيدتها الشهيرة إلى الإمام الصلت بن مالك الخروصي، إمام عمان لاستنهاضه وحثّه لإخراج النصارى من جزيرة سقطرى.

فكتبت الزهراء قصيدة عصماء تستغيث بالإمام وتستنجده، وتطلب منه أن يسارع بنصرة المسلمين، وتستثير في أبيات قصيدتها همة الإمام الصلت بن مالك ومن معه من الرجال لنجدة الإسلام وشرعه وأهله في جزيرة سقطرى، تقول فيها ما نصه:-


قصيدة من قصائد النادره هي/....

قُل للإمامِ الذي تُرجــــــــــى فَضـــائلهُ
إبنُ الكرامِ وإبنُ السَّـــــــــــــادةِ النُجُبِ

وإبن الجحـــاجحــةِ* الشُمِّ الذين هـــمُ
كانوا سَــــــــــناها وكانوا سادة العربِ

أمست سُقُطرة من الإســــلام مقفرةً
بعد الشرائِع والفرقـــــــــــــــانِ والكتبِ

لم تُبقِ فيها سُنونَ المَحــــــــلِ ناضرةً
من الغُصونِ ولا عُـــــــــــوداً من الرطبِ

وإستبدلت بالهـــــــــدى كُفراً ومعصيةً
وبالأذان نواقيــــــــساً من الخَــــــشَبِ

وبالذراري رجــــــــــــــــالاً لاخلاقَ لهم
ومن اللِئام عََلَوا بالقَهرِِِ والسَّـــــــــــلَبِ

وأخرجوا حُرَمَ الإســـــــــــــــلامِ قاطبةً
يَهتِفنَ بالويلِ والإعوالِ والكُــــــــــــــرَبِ

قُل للإِمامِ الذي تُرجـــــــــــــى فَضَائِلُهُ
بِأَن يَغيثَ بَناتَ الدِّينِ والحَــــــــــــسَبِ

كَم من مُنَعَّــــــــــــــــــــــمةٍ بِكرٍ وثَيِّبةٍ
من آلِ بيتٍ كريمََ الجَدِّّ والنَسَـــــــــــبِ

تَدعوا أباها إذا مالعــــــــــــلجُ هَمَّ بِها
وَقَد تَلَقَّفَ منها مَوضِـــــــــــــــعَ اللَّبَبِ

أَقولُ للعينِ والأجـــــــــــفانُ تُسعِفُني
ياعينُ جودي على الأحبابِ وانسَكِبي

ما بالُ ( صـــــلتٍ ) ينام الليلَ مغتبطاً
وفي سقطرة حريمٌ بادَ بالنـَّـــــــــهَبِ

يا لَلرِجالِ أَغيــــــــــــــثوا كلَّ مُسلِمةٍ
ولو حََبَوَتُــــــــــم على الأذقانِ والرُّكَبِ

حَتى يعودَ عِمادُ الدِّينِ مُنتَـــــــــــصِباً
ويُُهلِكَ الله أهـــــــــــــلَ الجورِ والرِّيَبِ

أجاب الإمام دعوتها واستعان بالله على ذلك.، وقام بكل ما يفرضه عليه منصبه وواجبه من عمل، فجهز جيشاً قوامه مائة سفينة مجهزة بالعدة والعتاد، وعين عليه خيرة المجاهدين الشجعان، وزودهم بكتاب عبارة عن دستور تنظيمي ينتهجون نهجه إداريا ودينيا، وبحمد الله تم النصر للجيش المسلم، فأصبح العدو بين قتيل وجريح وأسير، فأخذوا البلاد وهزموا الأعداء ورجعوا ظافرين مستبشرين ومن ينصر الله ينصره.

وهكذا خلد التاريخ اسم الزهراء كما خلد سيرة الإمام العُماني المجاهد الصلت بن مالك الخروصي رحمه الله تعالى،

فمن لنساء المسلمين الآن في شرق الأرض وغربها وهن يتجرعن مرارة الذل والهوان على أيدي الطغاة والمستبدين والمجرمين، فكم من زهراء تستغيث اليوم ولا صلت لها.

لاحول ولا قوة الا بالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق