.. كان هناك رجل صالح يعيش في مكة المكرمة اسمه : محمد وكان رجلا فقيرا... وفي يوم من الأيام أصابه جوع شديد ؛ لأنه لم يأكل منذ ثلاثة أيام وليس عنده مال ليأتي بالطعام . فخرج إلى بيت الله الحرام لعله يجد صديقا يقترض منه مالا ليأتي بالطعام قبل أن يموت من شدة الجوع . وبينما هو يسير في أرض الحرم وجد كيسا فأخذه وذهب به إلى البيت وفتحه فوجد فيه عقدا من اللؤلؤ النادر فعاد مرة أخرى إلى الحرم بعد أن ترك العقد في البيت لعله يجد صاحب العقد . وبينما هو يسير إذ وجد شيخا كبيرا ينادي ويقول : من وجد عقدا في كيس فله خمسمائة دينار . فقال محمد في نفسه : أنا جائع وليس عندي مال... أعطيه العقد وآخذ الخمسمائة دينار لأنتفع به وأرد الكيس الذي فيه العقد . فنادى محمد على هذا الشيخ الكبير وقال له : أرجو أن تصف لي الكيس والعقد بكل دقة . فوصف له الشيخ الكبير الكيس والعقد ووصف له لون العقد وعدد حباته فلما تأكد محمد أن هذا الرجل هو صاحب العقد أعطاه له . فأخرج الرجل خمسمائة دينار وأعطاها لمحمد فرفض محمد أن يأخذها وقال له : لا أريد الأجر والثواب إلا من الله ( جل وعل ) . فانصرف الرجل وهو يدعو له بكل خير . أما محمد فإنه خرج من مكة ووصل إلى البحر وركب مركبا ليبحث عن الرزق في مكان آخر... فانكسر المركب وغرق الناس ونجا محمد بعد أن تعلق بلوح خشب وظل مدة طويلة في البحر إلى أن وصل إلى شاطئ جزيرة فدخل الجزيرة وجلس في مسجد من المساجد يقرأ القرآن . فلما دخل الناس المسجد في وقت الصلاة سمع أحدهم قراءة محمد فقال له : ما رأيك في أن تصلي بنا وتعلمنا القرآن فقد توفى إمام المسجد منذ أيام فوافق محمد على ذلك وحصل له من وراء ذلك الخير الكثير والمال الوفير . عاش محمد في هذه الجزيرة مدة طويلة حتى أحب الناس وأحبوه وأرادوا أن يزوجوه فوافق . اختاروا له فتاة جميلة صالحة هي ابنة إمام المسجد الذي مات فلما رآها محمد تعجب فقد رأى العقد الذي وجده بمكة معلقا على صدرها... فسأله الناس عن سبب دهشته . فحكى لهم محمد قصة هذا العقد . فصاح أهل الجزيرة وقالوا : الحمد لله . فسألهم محمد عن سبب فرحتهم . فقالوا : إن الشيخ الذي أخذ منك هذا العقد هو والد هذه الفتاة وكان يقول : والله ما وجدت في الدنيا مسلما أفضل من هذا الشاب الذي رد علىَّ هذا العقد ... وكان يدعو ويقول : اللهم اجمع بيني وبينه حتى أزوجه من ابنتي... وها أنت الآن تتزوجها بعد أن مات والدها . فاستجاب الله دعاءه وحقق أمنيته بعد موته . يقول محمد : فبقيت مع هذه الزوجة مدة وكانت نعم الزوجة... ورزقني الله منها ولدين... وماتت هذه الزوجة فورثت العقد أنا وهذين الولدين... ثم مات أبنائي فبعت العقد بمائة ألف دينار ظللت أنفق منها وأتفرغ لطلب العلم والدعوة إلى الله طوال حياتي . فانظروا ما نتيجة صبره وأمانته وتوكله على الله
تطبيق ✺...✍ قصص قصيرة ✍...✺
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق