أهداني رجل طيب سبحة فاخرة لأختم بها الصلوات ، فتقبلتها منه شاكراً ثم عدت إلى بيتي وأهديتها إلى حفيدة لي .
وبعد أيام قال الرجل :
لم أرك تستخدم السبحة المهداة !
فقلت له :
إنني أقدّر جميلك ، ولكن الأذكار المطلوبة في أعقاب الصلوات لا تستغرق غير دقيقتين أو ثلاث فأوثر استخدام أصابعي ، ولا حاجة إلى جهاز إحصاء !.
و لقيني شاب يرقب هذه القصة الطريفة
فقال لي :
لماذا لم تقل له إن السبحة بدعة ؟
فأجبت لأنه لم يتخذها قانونا ملزما ،
ولست ممن يشتغلون بالتوافه !
قال لي :
وما رأيك في ختم القرآن بجملة
" صدق الله العظيم " ؟
قلت : أدعوا لصاحبها أن يكون صادقا في ترديدها
قال : لا أفهم ما تعني !
قلت : كان المؤمنون في الأمور المهمة أو الشؤؤن التي تبغتهم يقولون ذلك
"ولما رأى المؤمنون الأحزاب
قالوا : هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله
ورسوله... – الأحزاب:22-
وفي موضع آخر " قل صدق الله.."
وأرجو أن يكون القارئ ، شاعراً بروعة القرآن وجلال هداه وقوة إعجاز فيقول الكلمة من قلبه !
فقال : ليس هناك أمر بها.
قلت : و لا نهي عنها !!
قال : إنك تستهين بالبدع .
قلت : بل أزدري الاشتغال بالتوافه !..
إن الرجل الذي تطن حوله ذبابة فيطلب النجدة لمواجهتها رجل أحمق ، ومثل هذا يفرّ إذا هاجمه غراب !!!
واستتليت أقول وأنا غاضب :
في عالم تآمر كبراؤه على اغتيال ضعفائه ، وجهاله على وأد علمائه ،
وعَجَزتُه على اغتصاب أزمَّته وامتلاك قيادته تريد شغلي بهذا الغثاء الذي ملأ أذهانكم ؟!
إن ساسة العالم احكموا خطتهم لخنق الإسلام ونسف ركائز الإيمان ، وقد توغلوا في أرض الإسلام يبغون الإجهاز عليه ، وأنتم على شفا الهلاك تريدون شغل الأمة بخلاف فقهي في فروع العبادة أو خلاف لفظي في فهم كلمة ؟!
محمد الغزالى
______________________________
تطبيق ✺...✍ قصص قصيرة ✍...✺