في عهد الإمام الرضي محمد بن عبدالله الخليلي (ت ١٣٧٣هـ) كان القائم على بيت المال (وزير المالية) هو العلامة أبو زيد عبدالله بن محمد الريامي (ت ١٣٦٤ هـ) ،
وفي يوم من الأيام قام فقير بعمل خدمة للمسلمين و ذاك الفقير لم يمسك في حياته قرشا قط فبلغ ذلك الإمام فأراد إكرامه و التوسيع عليه فأرسل في طلبه فحضر فقال له: اذهب بكتابي هذا إلى الشيخ أبي زيد و سلمه إياه ، فذهب الفقير -و هو لا يدري ماذا في الكتاب- و كان الإمام يومئذ في (نزوى) و الشيخ أبو زيد في (بُهلا) فذهب إلي الشيخ و سلم عليه و سلمه كتاب الإمام ففضه ...
فوجد فيه "من إمام المسلمين...إلى الشيخ أبي زيد عامل بيت المال...هذا الفقير قام بخدمة مصالح المسلمين و نريد إكرامه بقروش من بيت المال..الخ"[الرسالة بالمعنى لا بالنص]
قرأ المكتوب فأخذ قلما و كتب في نفس الورقة كتابا ثم ختمه و قال للفقير: ارجع إلى الإمام و سلمه الكتاب ، رجع الفقير إلى نزوى و أعطى الإمام الكتاب ففضه ...
فإذا مكتوب فيه "إلى إمام المسلمين...إن خدمة مصالح المسلمين من واجبات المسلمين و لا يستحقون بسببها عطية من بيت المال و إلا فالعدل إعطاء الجميع و إن أردت إعطاءه فلتعطه من مالك الخاص!..الخ"[الرسالة بالمعنى لا بالنص] ، عصيان واضح! و لكن قال الإمام: الحمد لله الذي سخر لي بطانة تعينني على الخير، فأدخل يده في جيبه فخرج قرشان فأعطى الفقير إياهما فخرج مسرورا لا تسعه ثيابه ، و بدأ ينمي القرشين بتجارة الغنم فما مضت بضعة شهور إلا و صار عند الفقير قطيع كامل من الأغنام ببركة القرشين و ببركة العدل
فقير ، قدم خدمة ، أراد الإمام التوسيع عليه ، فيرفض الوزير طلب الإمام بل و يقول له ادفع له من مالك الخاص فيفرح الإمام!!
هذا ما حدث أمسِ و عندكم ما يحدث اليوم ⁉️
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق