الأحد، 29 نوفمبر 2015

💡 كم تدين لزوجتك ؟




  مهندس بترول توفّيت زوجته وتركت له ثلاثة من الأبناء أكبرهم في ثالث إبتدائي وأصغرهم عامين .... وبعد ضغط من الأسرة للزّواج، دخل أكثر من بيت ولم توافقْ عليه واحدة للمسؤوليّة الكبيرة الّتي في انتظارها، وخاصّة أنه غير موجود في البيت معظم الشّهر نظراً لظروف عمله .... وبعد فشله في أنه يتزوّج وفشله في أنّه يأخذ إجازات أكثر من شغله، قرّر أن يجلب مربّية للأولاد تجلس معهم، وفعلاً بدأ يضع المواصفات بأن تكون جامعيّة وتعرف إنجليزي ولا يزيد عمرها عن 45 لتقدر على خدمتهم، وتكون ... وتكون وتكون .....إلخ...
وبالفعل تقدّمت واحدة للوظيفة، عمرها في منتصف الثّلاثينيّات جامعيّة : أتكلم إنجليزي وفرنسي بطلاقة ... أنا وجدت أولادك و سأقبل الوظيفة لأنّي محتاجة للمال وتلك شروطي:
أنا مرتّبي 2000 جنيه قي الشّهر لرعاية 3 أولاد منهم طفل رضيع.
أنا مسؤوله عن الأولاد فقط، عن نومهم وصحوتهم وأكلهم ونظافتهم الشّخصية، أمّا إذا أردت أن أدرّسهم فعليك أن تزيد مرتّبي 300 جنيه، وإذا أردت أن أطبخ للأولاد فعليك أن تزيد لي 400 جنيه بشرط أن تجلب اللّوازم من السّوق، وإذا أردت أن أغسل ملابس الرّضيع فقط فعليك أن تزيد لي200 جنيه،وإذا كان أحد أطفالك يعاني من مرض معين ويحتاج رعاية خاصّة فستضطر لزيادة 300 جنيه،أمّا تنظيف المنزل ورعايتك ورعاية الأولاد الكبار فأنا لست مسؤولة عن ذلك وستضطّرّ أن تجلب خادمة.
يوم الجمعه إجازتي وعطلتي الأسبوعيّة وهو من حقّي وغير مسموح حتّى الإتّصال التّليفونيّ بي إلّا في حالات الضّرورة القصوى...
السؤال الآن بكم تدين لزوجتك؟ هل عرفت لماذا ربّنا سبحانه وتعالى أخذ منك ميثاقاً غليظاً من أجلها؟ زوجتك لا تأخذ منك مرتّباً نظير خدمتك وخدمة أولادك، وإن أخذت منك فهو لصرفه على البيت والأبناء وقد تصرف من مالها الخاص .. فهي تعمل هكذا وأكثر بكثير، وبحبّ ورضى وطيب خاطر، 
خذ بوصيّة حبيبك المصطفى 'صلّى الله عليه وسلّم' حينما أوصى عليها في خطبة الوداع: "أوصيكم بالنّساء خيراً، وحين قال: رفقاً بالقوارير، وحين قال: "خيركم خيركم ﻷهله وأنا خيركم ﻷهلي". صدق رسول الله...
"ربنا هب لنا من أزواجنا وذريّاتنا قُرّة أعين واجعلنا للمتّقين إماما".

قصة الامريكي العربي




☀️ حكاية (محمد الشبرمي التميمي)
      يرويها الكاتب بجريدة الشرق الأوسط
                مشعل السديري

    روى لي أحدهم قائلا: «ذهبت إلى أميركا في منتصف الثمانينات في دورة علمية، والتقيت هناك برجل أميركي من أصول سعودية، وقد وجدت في روايته ما يستحق أن يكتب لما فيها من الغرابة والعزيمة».

وذكر له الأميركي العربي واسمه (محمد الشبرمي) حكايته قائلا: «ولدت في (النفود) بشمال المملكة، وكنت وحيد والدي الفقيرين اللذين لا يملكان غير ثلاثين رأسا من الشياه، نصفها مات من المرض، وفي أحد الأيام فرز لي أبي منها خمس شياه قائلا لي: إن الجوع قد يقتلنا جميعا، ونحن لا نستطيع أن نعولك، فخذ هذه الشياه وبعها قبل أن تموت، وترزق بثمنها، ونحن لا نملك لك غير الدعاء.

فانطلقت بشياهي إلى حائل وكان عمري وقتها في حدود 14 سنة، وبعتها في الحراج، وصادف أن كانت هناك سيارة محملة بالخضراوات لسائقين من لبنان، وعزموني على الغداء معهم، وأثناء ذلك عرضوا عليّ العمل معهم كمستخدم، ووافقت، وفي ثاني يوم انطلقت معهم راكبا في سلة الشاحنة، ومكثت معهم في (البقاع) عامين أخدمهم ولم ينقطع تواصلي مع والدي بالطرق المتيسرة آنذاك، ثم ذهبت إلى بيروت وتعرفت على شباب زينوا لي الهجرة معهم إلى أميركا، وهذا هو ما حصل، وبنقودي القليلة قطعت تذكرة في إحدى السفن بالدرجة الثالثة، وتدبرت بباقي المبلغ بعض حوائجي وزادي.

ووصلت إلى (نيويورك) واشتغلت في أحد المطاعم أنظفه وأمسح أرضيته، ثم في غسيل السيارات، ووطنت نفسي على الابتعاد عن كل مغريات الإجرام، وبدأت أتعلم ثقافة المجتمع ومفردات اللغة شيئا فشيئا، واستغللتها فرصة للاستفادة بالالتحاق بتعليم الكبار، وهو برنامج حكومي مجاني وشبه إجباري، وكنت في الوقت نفسه أواصل عملي وأسكن في غرفة صغيرة تشبه الزنزانة، ومع المثابرة والإصرار حصلت على الشهادة الابتدائية، ثم الثانوية، ثم التحقت بالجامعة وتخرجت فيها، ثم حصلت على درجة الماجستير وبعدها الدكتوراه، وبدأت أحوالي في كل مرحلة تتطور للأحسن مع استمرار تواصلي بعائلتي، ودخلت في مسابقة للتوظيف في هيئة الأمم المتحدة وفزت فيها، وأثناء عملي هناك اختلطت وتعرفت على الشخصيات المؤثرة من الأميركان وسواهم، وبحكم أنني أتقن اللغة العربية إلى جانب الإنجليزية، فقد عينوني كاستشاري لدائرة الشرق الأوسط، وهذا المنصب أعطاني دفعة للاحتكاك بالشركات المالية والبنوك ورجال الأعمال النافذين، وأصبحت من رجال المجتمع الذين يشار إليهم بالبنان، ويدعونني في المحافل والمناسبات، وحصلت على أرفع رتبة في مجالي بالتصنيف الأميركي أمام الرئيس الأميركي.
وتفاجأت به يلقي علي هذه الأبيات من الشعر الشعبي (للوقداني):
دارن بدار وجيرانن تقاربها
وأرض بأرض وأطلال بأطلاليِ
والناس أجانيب لين إنك تصاحبها
تكون منهم كما قالوا بالأمثالِي
والأرض لله نمشي في مناكبها
والله قدر لنا أرزاقا وآجالِي

وصمت برهة ثم قال : واليوم ثروتي تقدر (بمئات الملايين)، وقد تزوجت بأميركية ورزقت منها بابنتين (سلمى ونورة)، وبين كل فترة وأخرى أذهب معهما إلى السعودية، واشتريت بيتا في حائل لأبي وأمي وجعلتهما يعيشان في رغد من العيش، وساعدت كل من أعرفهم من الأسر المحتاجة.

ولم أنس الإخوان الذين اشتغلت معهم في الشاحنة، وبحكم أنني أعرف أسماءهم فقد ذهبت إلى (البقاع) أسأل عنهم واحدا واحدا، فمنهم من مات وساعدت أبناءه، ومنهم من لا يزال على قيد الحياة وأعطيتهم ما يستحقونه، وكيف لا، فلولا عرضهم لي وحسن معاملتهم لما بدأت بالخطوة الأولى في طريق الألف ميل؟!».

.

تجيب عن سؤالي ⁉️ أزوجك ابنتي 👩🏻 ‼️





🌿 تجيب عن سؤالي ⁉️ أزوجك ابنتي 👩🏻 ‼️


تقدّم شاب 👱🏻 لخِطْبَةِ فتاة 👩🏻 فاستقبله الأب 👴🏻 ورحّب به 😊 ثم نظر إلى الشاب 👱🏻 نظرة متابعة وسأله السؤال التالي 😏

⭐️ " قبل أن تقول لي ما عندك  سأقول لك ما عندي 😊 أجبني عن سؤال واحد فقط 😃 ⁉️

فإن كانت إجابتك صحيحة 💯 زوجتك ابنتي 👩🏻 وإلا  😅 فإن مشيئة الله قد سبقت " 😊
💞 رقص قلب الشاب 👱🏻 طربا وفرحا 😋 وقال متلهفا: " أخبرني يا عم بالسؤال " 😇


⭐️ فنظر والد الفتاة 👴🏻 إلى عيني الشاب 👱🏻 ثم وجه سؤالا مختصرا بسرعة البرق 😏: 

" ما هو وقت أذان فجر اليوم " ⁉️
💞 تلعثم الشاب 😧 اخضرّ واحمرّ ثم قال: 

" يؤذن في تمام الساعة الثالثة والنصف.. بل أربع إلا ربع.. أقصد السادسة إلا الثلث 😰
هنا نظر والد الفتاة 👴🏻 إلى الشاب 👱🏻 ثم قال: " جوهرتي غالية 💫 ولا أظن أنّ مهرك يكفي 💸💸 فأرجو المعذرة " 😅‼️

😁😂😆 ياللي ما تصلي اعمل نفسك مش شااااايف 😆😂😁

قصف جبهته 😈 هالشايب 😂😁

🍯 حكمة ذهبية [ 1 ]: من لا يضبط ساعته ⏰ إلا وقت المحاضرة أو وقت خروجه للعمل 👣 ويضرب صلاة الفجر بعرض الحائط 😏 

🌿 كيف أُسَلِّمُ له ابنتي ⁉️ 

[ إن لم يُؤْتَمَنْ على دينه.. فكيف آمنه على عرضي ] ⁉️

الخميس، 12 نوفمبر 2015

قصة رائعة .. بل اكثر من رائعة




وما طردناك من بخل و لا قلل!!
     لكن خشينا عليك وقفة الخجل!!

لفهم الأبيات اقرأ قصتها الرائعة :

كان فيما مضى شاب ثري ثراءاً عظيماً، وكان والده يعمل بتجارة الجواهر والياقوت، وكان الشاب يؤثر على اصدقائه ايما إيثار، وهم بدورهم يجلّونه ويحترمونه بشكل لا مثيل له.

ودارت الأيام دورتها ويموت الوالد وتفتقر العائلة افتقاراً شديداً فقلب الشاب أيام رخائه ليبحث عن اصدقاء الماضي، فعلم أن أعز صديق كان يكرمه ويؤثر عليه، وأكثرهم مودةً وقرباً منه قد أثرى ثراء لا يوصف وأصبح من أصحاب القصور والأملاك والأموال، فتوجه إليه عسى أن يجد عنده عملاً أو سبيلاً لإصلاح حاله 

فلما وصل باب القصر استقبله الخدم والحشم ، فذكر لهم صلته بصاحب الدار وما كان بينهما من مودة قديمة فذهب الخدم فأخبروا صديقه بذلك فنظر إليه ذلك الرجل من خلف ستار ليرى شخصا رث الثياب عليه آثار الفقر فلم يرض بلقائه ، وأخبر الخدم بأن يخبروه أن صاحب الدار لا يمكنه استقبال أحد.

فخرج الرجل والدهشة تأخذ منه مأخذها وهو يتألم على الصداقة كيف ماتت وعلى القيم كيف تذهب بصاحبها بعيداً عن الوفاء..
 وتساءل عن الضمير كيف يمكن أن يموت وكيف للمروءة أن لا تجد سبيلها في نفوس البعض. ومهما يكن من أمر فقد ذهب بعيدا.

ًوقريباً من دياره
 صادف ثلاثة من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء ، فقال لهم ما أمر القوم قالوا له نبحث عن رجل يدعى فلان ابن فلان وذكروا اسم والده،
 فقال لهم أنه أبي وقد مات منذ زمن فحوقل الرجال وتأسفوا وذكروا أباه بكل خير
 وقالوا له أن أباك كان يتاجر بالجواهر وله عندنا قطع نفيسة من المرجان كان قد تركها عندنا أمانة فاخرجوا كيسا كبيراً قد ملئ مرجانا فدفعوه إليه ورحلوا والدهشة تعلوه وهو لا يصدق ما يرى ويسمع ..

ولكن تساءل أين اليوم من يشتري المرجان فإن عملية بيعه تحتاج إلى أثرياء والناس في بلدته ليس فيهم من يملك ثمن قطعة واحدة.
مضى في طريقه وبعد برهة من الوقت صادف إمرأة كبيرة في السن عليها آثار النعمة والخير،

 فقالت له يا بني أين أجد مجوهرات للبيع في بلدتكم، فتسمر الرجل في مكانه ليسألها عن أي نوع من المجوهرات تبحث فقالت أي أحجار كريمة رائعة الشكل ومهما كان ثمنها.
فسألها ان كان يعجبها المرجان فقالت له نعم المطلب فأخرج بضع قطع من الكيس فاندهشت المرأة لما رأت فابتاعت منه قطعا ووعدته بأن تعود لتشتري منه المزيد وهكذا عادت الحال إلى يسر بعد عسر وعادت تجارته تنشط بشكل كبير.

فتذكر بعد حين من الزمن ذلك الصديق
الذي ما أدى حق الصداقة فبعث له ببيتين
من الشعر بيد صديق جاء فيهما:
   صحبت قوما لئاما لا وفاء لهم
      يدعون بين الورى بالمكر والحيل
كانوا يجلونني مذ كنت رب غنى
      وحين افلست عدوني من الجهل

فلما قرأ ذلك الصديق هذه الابيات كتب على 
ورقة ثلاثة أبيات وبعث بها إليه جاء فيها:

أما الثلاثة قد وافوك من قبلي
ولم تكن سببا الا من الحيل

أما من ابتاعت المرجان والدتي
وانت أنت أخي بل منتهى املي

وما طردناك من بخل ومن قلل
لكن عليك خشينا وقفة الخجل!

جميلة للغاية💐

الاثنين، 9 نوفمبر 2015

حوار بين أب وابنته ‼




ﺇﺷﺘﺮﺕ ﺇﺣﺪى ﺍﻟﻔﺘياﺕ ﺟﻬﺎﺯ جوال ﻏﺎﻟﻲ ﺍﻟﺜﻤﻦ..
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ:
ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗُﻤﺖِ ﺑﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺷﺮﺍﺋﻚ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ 
ﻗﺎﻟﺖ: ﻭﺿﻌﺖُ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺘﻪُ ﺭُﻗﻌﺔً ﻣُﺤﺎﻓﻈﺔ ، ﺗَﻘﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨَﺪﺵ ﻭﻏَﻄﻴتُه باﻟﻜﻓﺮ ﺍﻟﺠﻠﺪﻱ غلافٌ ﻣﻘﻮى ﻳﻘﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻣﺎﺕ.. 
ﺍﻷﺏ: ﻭﻫﻞ ﺃﺟﺒﺮﻙِ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ؟
ﺍﻟﺒﻨﺖ: ﻛﻼ.. ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﻧﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ لحفظ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ..
ﺍﻷﺏ: الآن ﻫﻞ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻋﺪﻳﻢ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻷﻧﻚ ﻭﺿﻌﺖِ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻑ؟
ﺍﻟﺒﻨﺖ: ﻻ ﻳﺎ ﺃﺑﺖ ﺑﻞ ﻷﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﻳُﺨﺪَﺵ ﺃﻭ ﻳﻜﺴﺮ ﺃﻭ ﻳﺨﺮﺏ، ﻟﻜﻲ ﻻ ﺗﺴﻘﻂ ﻗﻴﻤﺘﻪ...
ﺍﻷﺏ: ﻭ ﻫﻞ ﺃﺻﺒﺢ ﻗﺒﻴﺤﺎً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺿﻌﺖِ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﻋﻠﻴﻪ؟ 
ﺍﻟﺒﻨﺖ: ﺑﻨﻈﺮﻱ ﻻ ﻟﻢ ﻳﺼﺒﺢ ﻗﺒﻴﺤﺎً. ﻓﺎﻟﺤِﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻪِ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﻣَﻨﻈﺮﻩ..
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﺑﺮﻓﻖ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ:

ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻳﺎ ابنتي.

الجمعة، 6 نوفمبر 2015

فواز .. طالبي الإيجابي !




💡قصة حقيقية شيقة وقيمة

      فواز .. طالبي الإيجابي !
      بقلم :  د.عبدالعزيز الأحمد ✨
 
"فواز"، ذاكم الشاب ذو التسعة عشر ربيعاً، ذو نظرات ثاقبة و أدب جم، صاحب خلق و جد، يدرس في المستوى الثاني بالجامعة  قسم اللغة الانجليزية  كان طالبا نابهاً، و كنت أدرسهم مادة "مهارات التفكير". 
كان من ضمن موضوعات المقرر "مهارة حل المشكلات" والتي تدور حول الإحساس بالمشكلة، وتحديدها، وجمع بياناتها، وتبويب البيانات، ومعرفة الأشخاص الذين لهم علاقة بها، ثم وضع الحلول المتعددة والبدء بالأسهل، ثم التطبيق، وأخيراً التقييم، مع التأكيد على أهمية الدقة والموضوعية، وأنّ المشكلة إذا كانت كبيرة يُجزأ حلها، أيضا إمكانية حل أي مشكلة، فليس ثمة مستحيل سوى الموت والهرم.
كان من ضمن أسلوب حل المشكلات، ملحظ حيوي جداً، وهو أنّه أثناء السعي لحل المشكلة، لا بد للشخص من الشعور بأنه جزء من المشكلة حتى يتحمل جزءًا من الحل .، ومن هنا تبدأ القصّة !
كنتُ أعطي الطلاب على أيّ موضوع تطبيقاً، وكان ذلك بالنسبة لي ولهم كامتحان أعمال السنة، وفعلاً أبدعوا ورأيت منهم انتباهاً و اهتماماً و تغيراً إيجابياً و مشاركة في القاعة و في أسرهم و في مجتمعهم  ؛ من هؤلاء كان الطالب "فواز"، كلماتنا في المحاضرة أثارته، وحفزته، وبدأ يفكر ويتأمل.. نعم؛ وبدأ يحكي قصته:
أبي وأمي شبه منفصلين وهما في بيت واحد، الشجار ديدنهما، يدخل أبي البيت بعد عمله مجهداً، وأمي مشغولة بإخوتي أو بإعداد الطعام أو نظافة البيت ، فليس الوضع مهيأ، ينزعج جداً فيرفع الصوت، فتغضب أمي، ثم يبدأ الصخب والسباب، نحن في البيت عددنا كبير، أنا في الجامعة ، أختي في الثانوية ، إخوة لي في المتوسط والابتدائي، وجميعنا نشاهد ذلك الصخب، فينقلب ألما في نفوسنا وبكاء في عيوننا، تطور الأمر حتى طلق أبي أمي مرتين و لم يبق سوى الأخيرة، تطور الشقاق وأصبح أبي يتناول حبوب الاكتئاب، ولا يحب الجلوس في البيت، أمي معظم الوقت متضايقة ومتوترة.
يقول : لما أخذت مهارات التفكير و أهميتها وعظمتها وكيف أهملناها! وبدأت أمارس التفكير الناقد، والتفكير الإبداعي، فعلاً أحسست بأني كنت مهملاً نفسي وحياتي، وكيف بلغت بي السلبية إلى عدم وجود أي أثر أو مشاركة لي في البيت، فقط أدرس، آكل، أشرب، أنام، وقد ألعب مع إخواني، ولي طلعات مع أصدقائي ! أختي مثلي كذلك. كلانا نعزف نغم السلبية في بيتنا ..
يقول فواز : و لما مررنا على "استراتيجيات" حل المشكلات،، وطبقت ومارست، عرفت كم أنا مقصر مع نفسي و أبي وأمي، كنت أتصور أن المهمات والمسؤوليات على أبي وأمي فقط، أما نحن فلا، وقد حركني تجاههما أمران قلتهما يا دكتور، إذا أحسست بمشكلة حولك فلن تحلها حتى تحس بأنك جزءًا  من المشكلة والحل، والأمر الآخر أنه لا شيء مستحيل، هنا فعلاً فكرت لماذا أنقد والدي ووالدتي ولم أنقد نفسي! أين دوري؟ ثم فكرت بأسباب المشكلة، فوجدت من أبرزها؛ أن هناك ضغطاً جسدياً ونفسياً على الوالدين؛ فالأب يعمل في الصباح حتى قبيل العصر؛ ثم يأتي مجهدا فيتابع البيت ومتطلباته، ومتابعتنا تعليمياً وتربوياً إضافة إلى مهام الأسرة والأقارب .. الخ، لاحظت أن أبي لديه ١٤ مهمة، و أمي لديها مثلها في البيت، وأنا وأختي لا نشارك إطلاقاً، فوضعت خطة لتحمل أربع مهام من مهام والدي، المشتريات، متابعة دروس أخي الصغير، القيام "بمشاوير" الوالدة، إضافة إلى إحداث جلسة للأسرة في بعض المغربيات أديرها أنا وفيها سوالف وفوائد وطرائف .
أيضا أختي ناقشتها واقتنعت بإعانة أمي، فتقوم بأربع مسؤوليات؛ تقوم بالإشراف على سفرة الطعام تقديما وتنظيفا، تعين في تنظيف البيت، تشرف على نظافة أختي الصغيرة، وتدرس أختي الصغيرة الأخرى، بقينا ننفذ ذلك لمدة شهر، لاحظت تغيراً واضحاً في نفسية الوالد، أمي هدأت أكثر، نحن بدأنا نحس بدورنا في البيت .. و غاب ٦٠٪ من المشكلة !
قلت: حقيقة أعجبت بهذه المبادرة والذكاء من فواز فحفزته، و شجعته، وحثثته على شكر أخته وأن يعطيها هدية كحافز، بعد ذلك اقترحت عليه أن يطلب من أبيه طلبا والمهمة نفسها تقوم بها أخته؛ وهو أن يعطيا والديهما "إجازة الوالدين من الأسرة" بحيث يطلبان منهما أخذ اجازة و يذهبان بمفردهما إلى مكان في السعودية، أو خارجها لمدة ثلاثة أيام وينسيان هموم البيت والأسرة والأولاد ليستجما ويرتاحا، ثم يعودا أكثر نشاطاً، و قلت له ربما يرفض الوالدان من باب الخوف عليكما فجهز حلاً مناسباً، وهو تذهبان لبيت جدك و جدتك يوما، واليوم الآخر تأتي جدتك إليكم، وفعلا فواز وأخته نظما الأمر واختارا وقتاً مناسباً، وهيآ الوضع، وطلبا من والديهما أن يرتاحا عدة أيام ليجددا الحياة ! في أول الأمر رفضا خوفاً عليهما من تركهما وحدهما - وحياء ربما - ولكنهما في الأخير اقتنعا، وفي الأسبوع الذي يليه حزما حقائبهما وسافرا ظهر الأربعاء، ولم يرجعا إلا العاشرة ليلة اﻷحد، وكان بينهما خلال سفرهما وأولادهما الهاتف ،، قال لي فواز وهو يضحك : رجع والداي والله كعروسين، ووجه أمي ينضح بالبشر والارتواء كأنها عروسة اللحظة !! أما أبي فلقد كان سعيداً مطمئناً غاب حزنه وترك الحبوب النفسية،، و عند دخوله ضمني و قبلني ثم بكى وقال: يا حبيبي يا فواز، كان حقا علي أن أزوجك، فإذا بك أنت من يزوجني!! كان لزاماً علي أن أبني سعادة بيتنا فإذا بك أنت وأختك من يمد قلبي وقلب أمك بالحب والحنان بعدما كاد ينكسر الزجاج، وينثلم الفؤاد،، يا بني علمتني أنت أن الحياة نحن من يصنعها في دواخلنا، علمتني بذكائك ولباقتك، أن المشاركة للكل راحة للكل، وأن المركزية تقتل سعادة المرء، فهو متعب دائماً والناس معه متعبون، والآن شاركتم وبادرتم وريحتم. انتهى !
كتب ذلك كله لي "فواز" وقال لي: يا دكتور الكثير لقد غابت المشكلة كلها تقريبا، لكن لأول مرة أدرس العلم تطبيقا، هنا يا أحبابي أرغمني "فواز" أن أعطيه الدرجة كاملة، بل لو استطعت أن أعطيه شهادة التخصص إجلالا له وإكبارا،، لفعلت !

 ألا تتفقون معي أنه يستحق  ذلك ؟