السبت، 31 يناير 2015

الرحلة النبوية المباركة


الرحلة النبوية المباركة
 
 

اشتدت الأحزان بالنبي (ص) بعد أن فارق أبو طالب الدنيا ثم لحقت به السيدة خديجة في عام واحد وعرف ذلك العام بعام الحزن ..تجرأ المشركون على الحبيب أكثر من ذي قبل واشتد إبذاؤهم له ولأصحابه

..خرج النبي (ص) حزينا إلى الطائف كي يدعو أهلها إلى دين الله بعد أن خذله أهله وآذوه لكن أهل الطائف سخروا من كلام النبي (ص) وسلطوا غلمانهم كي يؤذوا الرسول (ص)..

ابتعد الحبيب عن الحي وألقى جدار بستان ودعا ربه فأريسل الله تعالى إليه الأمين جبريل وقال له: (إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك به وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ) وناداه ملك الجبال فسلم عليه ثم قال : (يا محمد ، ذلك فما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين (الجبلين) فقال النبي (ص):بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله عزوجل وحده لا يشرك به شيئا . وصعد الملكان

وبدأ النبي(ص) رحلة العودة إلى مكة دون أن يدري أن الله تعالى أعد له رحلة نبوية كبرى .

وذات ليلة وبينما الحبيب (ص) نائم إذ أيقظه جبريل عليه السلام وأركبه دابة بيضاء ذات جناحين تعرف بالبراق .انطلق البراق في سرعة رهيبة حتى وصل إلى بيت المقدس بفلسطين في زمن قصير جدا ، دخل النبي (ص) المسجد الأقصى فوجد جميع الأنبياء ينتظرونه بالداخل فسلم عليهم ثم صلى بهم إماما وبعد ذلك أحضر جبريل عليه السلام إناءين بأحدهما خمر وبالأخر لبن وقدمهما للنبي (ص)فاختار اللبن
وشربه.قال جبريل :هديت للفطرة وهديت أمتك يا محمد وحرمت عليكم الخمر .
وعرج بالنبي (ص)إلى السماء عاليا مخترقا السحب في سرعة خاطفة لا تدركها الأبصار وأخذ يرتفع ويرتفع حتى وصل إلى السماء الأولى فرأى آدم عليه السلام فسلم عليه ورحب به .. صعد النبي(ص) إلى السماء الثانية فالتقى بيحيى وعيسى
عليهما فرحبا به ..وسلم عاى يوسف عليه السلام في السماء الثالثة وسلم على إدريس عليه السلام في السماء الرابعة وعلى هارون عليه السلام في السماء الخامسة وعلى موسى عليه السلام في السماء السادسة ثم صعد إلى السماء السابعة وسلم على إبراهيم عليه السلام فرحب به.اقترب النبي (ص)من عرش الرحمن حتى صارت المسافة بينهما مقدار قوسين أو أدنى وفي الحال خر ساجدا خاشعا لله تعالى وفرض الله عليه الصلوات الخمس في اليوم و الليلة ..عاد النبي(ص)إلى مكة في ذات الليلة ومع نسمات الصباح أخبر قريشا برحلته العجيبة، تعجب
المشركون وتساءلوا في ذهول : كيف يذهب محمد من مكة إلى الشام في ليلة واحدة ونحن نقطع تلك الرحلة في شهرين .ولجأ الكفار إلى أبي بكر الصديق وقالوا له :زعم صاحبك أنه قد جاء بيت المقدس وصلى فيه ثم رجع إلى مكة.قال أبو بكر :والله لئن كان قاله لقد صدق .وأراد النبي (ص)أن يثبت لهم صدقه فأخبرهم عن قافلة رآها في الطريق أثناء رحلته ووصفها لهم .لكن القوم ازدادوا عنادا وكفرا وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس..وحدثت المعجزة فأظهر الله تعالى صورة بيت المقدس أمام النبي (ص)وحده لأنه لم يكن قد حفظ زوايا وأركان المسجد في رحلته الخاطفة تلك.استغرق النبي (ص) في وصف المسجد جزءا جزءاوكأنه داخله وأبى الكفار تصديقه وهتف أبو بكر : صدقت ..أشهد أنك رسول الله . وأطلق النبي (ص) على أبي بكر منذ ذلك اليوم "الصديق" لتصديقه له. 
 
 
قصص قصيره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق