الجمعة، 27 فبراير 2015

قصص قصيرة جدا


صفاء سالم اسكندر- العراق – جريدة عمان

ــــــــــــــــــــــــــــــــ


{ أميال الساعة }

يرتب الجثث الضائعة بعد العثور عليها بأشكال عشوائية كما يحلو له , يضع الأكبر ثم الأصغر وهكذا دواليك, حتى توصل من التراتيب العشوائية هذه إلى رسم ساعة من الجثث يحسب بها الزمن الضائع .


ـــــــــــــــــــــ


{ ضياع }

تقرب منها اكثر وهو يحاول قطعها ..حدثته قائلة : لماذا تريد قطعي؟.
قال لها (متعجبا ) : من اجل حبيبتي .
قالت له : وحياتي والجمال الذي أبثه في الطبيعة كل يوم ..فأنا الوردة .
ترك يديه تمر لتقطعها قائلا: هو يومك.


ـــــــــــــــــ


{ ناي }


اقترب الفلاح وابنه من الشجرة , قطع غصنها الأجمل وصير فيه جوفا وصنع منه نايا جميل لابنه وعلمه العزف عليه.
حين أجاد العزف ..كانت دموع الناي تجري على الشجرة الميتة.


ــــــــــــــــــ


 { وفاء }


عذب كلبه تعذيبا مجحفا غريبا , لسبب واحد وحقير في نظر الآخرين لأنه خسر ماله على طاولة القمار , تعب لشدة ما ضرب الكلب ثم أخذه وسار بعيدا حتى انتهى الى مكان فارغ من جميع الجهات لا يوجد سوى التراب ولون السماء , نظر الى كلبه وجده شبه الميت , ثم سار قليلا وسقط على الأرض عطشا ؟؟؟؟جاء الكلب وتبول في فمه؟؟؟؟ .

ـــــــــــــــــــــــــــ


 { الكأس الأسود }


اقتربت من جثتها التي رماها الانفجار قريبة مني , وجدت وجهها مشوها وأصابع يدها اليمنى مقطوعة وتتحرك لا فظة الروح عنها.
سألتها حاجتها او وصيتها بعد ان رأيتها تطمئنني وان لا ألح بطلب النجدة لها إذ أنها في اللحظات الأخيرة من عمرها ( ان اسد ما برقبتها من دين ).
عندما جمعت أصابع وجدت أسماء الدائنين مكتوبة على يدها وأصابعها.
حين روى ما شاهده اليوم لصديقه , أثناء تقديم كأس الويسكي الأخير في الحانة .. لم يبد أي منهم بمد يده .
قال له صديقه : وفر نقود الكأس الأخير لتعمل بوصيتها.
جرع الكأس بمرارة ونزلت دموعه وأخذ يصرخ.


ـــــــــــــــــــــــ
 

 { متاهة النمل }

كنت أقرا في كتاب ( قناع الموت الأحمر ) لادغار الن بو حين وقع نظري وبصعوبة على نملة بيضاء خالصة البياض في غرفتي تعجبت وجودها تسير وحيدة مع النمل الأحمر .
رأيتها تقترب من النملة الحمراء بين الجموع تحاول اخذ طعامها ولم الاحظ اي ردة فعل من النمل الأحمر اتجاهها . وحين دخل الجميع الى البيت بقيت وحيدة ولم تدخل معهم ..استغربت !!.
ثم خرجت مجموعة من النمل الأحمر ومرت هي عليهم كأنها تصافحهم او تقلدهم أوسمة كما الملكات ( قد تكون كذلك حقا ) هذا ما دار في ذهني ..توهمتها قبلة من نمل ذكر لكنها كانت قاطعة حتى تركت رأسها بين سطور الكتاب دون ان اعرف نهاية مميزة لها .

ـــــــــــــــــــــــ
 

 { بائع الأحلام }

يسأل نفسه دائما ما السبب الذي يجعله يحلم ؟
او يحلم كثيرا بصورة أدق ؟.
يوما ما قرر أن يسأل الجميع عن السبب,
حصل على أجوبة عدة, قرر بعدها أن يجمع أحلامه
ويبيعها قبل ان ينام على الرصيف.


ــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

{ كلمات متقطعة }

صباح كل يوم يحضر الكثير من الجرائد,
تنتظر حضوره , لا تقرأ المانشيتات
, تفتح الصفحة قبل الأخيرة .
يراقبها , ينتظرها . يتأمل الثواني ليلتقط نظرة من عينيها.
تسأله عن أصغر دولة في العالم ؟
رغم سهولة الكلمات المتقاطعة , ألا أنها لم تعرف الحل.


ــــــــــــــــــــــــــ


{ ابتسامة }

نظر لأمه , ابتسم ملوحا لها : ماما أحبك .
انتهت ابتسامته , دموعا على خدها ,
كان الانفجار قويا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ


{ أم }


مرة فكرت في الذهاب الى البحر وحدي , كنت اتمنى أن لا أجد احدا هنالك , واخترت الوقت المناسب لذلك , رغم مزاحمة السماء بنجومها وأقمارها لي , الا انهم جميعا كانوا صامتين , ويستمعون لا فكاري العالية , حين تحدثت عن الام , جميعهم تحدثوا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ


{ ذنب المغفرة }

صديقي يسرق دائما , ذات مرة قررت البقاء معه لأعرف من يسرقه , وسبب هذه الغفلة التي عنده , وبالفعل أمسكت باللص ,
قلت له : ماذا افعل به ؟
قال : اتركه .

قلت له : ذنبك انك تترك اللص يعيش .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

{ بكارة الأرض


الليلة التي فقدت فيها ذاكرتي كانت ليلة حمراء كما اخبرتني امي فيما بعد . لم اجرؤ على اخبارها بأن الأرض فقدت عذريتها على يد الشيطان .

 ــــــــــــــــــــــــــــــــ



 رسالة أعتذار اقدمها لكم بسبب التاخر في طرح القصص وذلك لانشغالي في بعض الامور وفقنا الله واياكم .

أخوكم : مازن العماني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق