الاثنين، 16 فبراير 2015

قصة سلمى وسارة عن الاخوة في الله


منذو كانتا طفلتين لم تفترقا ابد.. كبرتا معا كأختين، حتى أنهما بدتا أختين فعلا.. لم تكن سلمى تجد السرور ما لم تكن معا سارة..، صحيح أنهما تسكنان في الحي ذاته إلا إنهما تمضيان اغلب الوقت معا، تأكلان معا, معا.. تدرسان معا,, تلعبان معا,, وتتوسل كل منهما لامها كي تنامان معا ،، لم تختلفا يوما قط ,,وقد زاد من قوة علاقتهما أن والدتيهما تعرفان بعضهما جيدا ,, ولأنهما في الصف ذاته وفي المدرسة ذاتها فقد كانتا لا تفترقان إلا ساعات قليله .. حتى إن معظم المعلمات في المدرسة اعتقدن إنهما أختين.., وكن يخلطن بينهما في كثير من الأحيان
***************************

اتفقت سلمى وسارة على أن تحفظا كتاب الله تعالى معا وأن تراجع كل منهما حفظ الأخرى.., وبدأتا فعلا بدلك .. وفي درس التربية الاسلاميه كانت المعلمة تتحدث عن الأخوة في الله وطلبت من الطلبات إن يقمن بتطبيق الدرس عمليا فأعلنت سلمى وسارة أخوتهما أمام الجميع وتعانقتا عناقا ألهب حماس الزميلات فقمن يقلدنهن
كانتا تتقاسمان كل شأ معا حتى الأحلام
سنتزوج أخيين,, (قالت سلمى)
وسنشترط عليهما إن نسكن في نفس العمارة (ردت سارة)ويرزقك الله بنتا وولدا وأنا كدالك فنزوج ابني لبنتك وبنتك لبنى ,,(تابعت سلمى بعد ضحكة )ياه...,,تنهدت سارة وأردفت ونصبح عجوزتين معا جدات لنفس الأحفاد..|| ويتعالى ضحكهما ..,,وتكبر أحلامهما .. ثم تصمت سلمى وتقول بلجة جادة ""هل تعرفين ماهو حلمي الحقيقي ؟
ما هو ؟
إن يكتبنا الله من أهل الجنة معا على سرر متقابلين
تنهدت سارة واغرورقت عيناهما وتعانقتا
*****************

على غير العادة لم تحضر سلمى إلى المدرسة قلقت سارة قلقا شديدا, وما إن انتهى الدوام المدرسي حتى سارعت إلى منزل أختها في الله ..,,قرعت الباب وانتظرت طويلا , لكن لا احد,, سمعها احد الجيران لتأتي المفاجأة,,,
سلمى في المستشفى ,,,مريضه,,,,
أصيبت سلمى بمرض مفاجئ قلما يصيب من هم في عمرها, قال الأطباء أنها يجب أن تبقى تحت المراقبة في المستشفى وأن الأمل في علاجها ضعيف..بل لقد ازداد ألم أهلها عندما عرفوا أن هذا النوع من الأمراض يصيب جانبا من الدماغ يتعلق بالذاكره ويؤدى إلى أن يفقد المريض ذاكرته شيئا فشيئا ...كانت الصدمة كبيره للجميع لمعلماتها ولصديقاتها ولكل من يعرف سلمى تلك الصبية التي لم تتجاوز السادسة عشر من عمرها ولعل الصدمة الأكبر كانت لسارة تؤم روحها وأختها في الله
كانت سارة تزورها كل يوم وتجلس معها تراجع لها ما تحفظان معا من القران وتذاكر لها كل ما يفوتها من الدروس بل لقد كانت تنام عندها في أحيان كثيرة..
وفي موعد الزيارة اليومي وكلعاده ذهبت سارة إلى المستشفى لزيارة صديقتها ..فوجئت بولدة سلمى وأخواتها يبكون و قد سيطر عليهم حاله كبيره من الحزن و الأسى خفق قلبها بشده وخشيت أن يكون قد ألم بأختها مكروه..هرعت إلى أم سلمى وسألتها عن الأمر لتأتيها المفاجأة القاسية بدأت سلمى حالة النسيان التي اخبر عنها الأطباء قالت والدته والحزن يقطعها:
تصوري يا سارة لقد نسيتني أنا ,,لم تعرفني عندما دخلت عندها لم تعرف والدها ولا أخواتها نسيت كل شئ..
 
فجأة.فجأة ..هفت سارة في البداية كان تدريجيا..فقد سألتني لماذا هي في المستشفى ,,ثم سار الأمر بسرعة بسرعة كبيره وأجهشت والدة سلمى ببكاء مر حاولت سارة إن تخفف عنها لكنها هي كانت بحاجة لمن يخفف عنها سأدخل لأراها..قالت سارة وبيد مرتجفة أدارت مقبض ودخلت خلفها أم سلمى وولدها وإخوتها كانت سلمى تردد آيات من القران هتفت سارة فرحة :لم تنس ما حفظناه من آيات عندما كنت معها أمس صاحت ولدة سلمى هل هذا هو أخر حفظكما معا اجل كانت التعب يبدوا على وجه سلمى كانت شاحبة ذابله حدقت في وجه سارة مليا ثم صاحت سارة أنت هنا دهش الجميع صاحت ألولده سلمى الله اكبر لم تنساك أنت أيضا اغرورقت عينا سارة وهرعت إلى صديقتها وأختها في الله تعانقتا وسط دموع الحاضرين شعرت سارة بحرارة جسد أختها ونبض قلبها كما لم تشعربه من قبل ووصلتها كلماتها متقطعه متعبه هامسة في اذنها على سرر متقابلين 
 

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله لأناسا ما هم بالأنبياء والشهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامه بمكانهم من الله قالوا :يارسول الله تخبرنا من هم؟
قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور ولا يخافون آدا خاف الناس ولا يحزنون آدا حزن الناس وقرا هده الآية (إلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ويقول عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى : وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتبادلين في ) " رواه مالك "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق