السبت، 11 أبريل 2015

{ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ } ﻟﻠﺮﻭﺍﺋﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﺯﺍﻫﺮ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻱ

ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ( ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻗﺼﺺ ) ﻟﻠﺮﻭﺍﺋﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺯﺍﻫﺮ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻱ ﺍﺳﺘﻤﺘﻌﻮﺍ ﺑﺎﻷﺩﺏ ﺍﻟﺮﺍﻗﻲ 



 ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺭﻗﻢ 5 - { ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ }


ﺍﺗﺠﻬﺖ ﻛﻌﺎﺩﺗﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺮ ﻋﻤﻠﻲ (ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ) ﻭﺻﻠﺖ ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ، ﺭﻛﻨﺖ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻮﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺭﻛﻨﻬﺎ ﻓﻴﻪ، ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻮﻥ ﻳﺮﻛﻨﻮﻥ ﺳﻴﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﻳﺘﻮﺟﻬﻮﻥ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ، ﻭﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻳﺘﻮﺍﻓﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﺃﻓﻮﺍﺟﺎ ﺣﺎﻣﻠﻴﻦ ﺣﻘﺎﺋﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻗﺎﺻﺪﻳﻦ ﻣﺪﺭﺳﺘﻬﻢ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻣﺘﻮﺟﻬﻴﻦ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ.. 

ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ، ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻠﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺭﺳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺄﻧﻖ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻳﻮﺯﻉ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺕ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻟﻠﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﺳﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ ﻣﺼﺤﻮﺑﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ).. 

ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻃﺒﻴﻌﻲ .. ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻻ ﺟﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ..... ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻷﺗﻔﺎﺣﺄ ﺑﺎﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﻲ  ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﻛﺘﺒﺖ ﺍﻟﻘﺼﺔ، ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺸﻬﺪﺍ ﻟﻢ ﺃﺃﻟﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﺍﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ، ﻣﺎﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ؟!! ﻭﻫﻞ ﻓﻌﻼ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﻓﻴﻪ ﻗﺼﺔ؟ ﻧﻌﻢ ﺇﻥ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ..

 ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻳﺘﺰﺍﺣﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺘﺐ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ، ﻋﺪﺩ ﻫﺎﺋﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻭﻋﺪﺩ ﻫﺎﺋﻞ ﺁﺧﺮ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻘﺼﻒ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﻗﺖ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺣﺔ(ﺍﻟﻔﺴﺤﺔ) ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﺠﺔ؟!! ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺘﺰﺍﺣﻢ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ؟!! ..

ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻌﺞ ﺑﺎﻟﻄﻠﺒﺔ ﻭﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻻﺣﻆ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻲ ﻓﺨﺎﻃﺒﻨﻲ ﻣﺎﺯﺣﺎ(ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺭﻣﻲ ﺍﻟﺠﻤﺮﺍﺕ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﺧﺒﺮ؟) ﻗﻠﺖ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺮﻱ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺘﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ؟!!! ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﻟﻴﺠﻴﺒﻨﻲ ﻭﻳﻤﺴﺢ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻲ ﺇﺫ ﺑﺄﺣﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻳﺼﺮﺥ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ: (ﻳﺎ ﻃﻼﺏ ﻳﺎ ﻃﻼﺏ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻌﻮﺍ ﺗﺒﺮﻋﺎﺗﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﺫﻫﺒﻮﺍ ﻟﻠﻤﻜﺘﺒﺔ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ) 

ﻫﺎﺍﺍﺍﻩ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﻳﺘﻮﺍﻓﺪ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ، ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﺘﺒﺮﻋﻴﻦ ﻭﻟﻤﻦ ﻳﺘﺒﺮﻋﻮﻥ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ؟! ﺳﺆﺍﻝ ﻭﺟﻬﺘﻪ ﻟﻄﺎﻟﺐ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ، ﺃﺟﺎﺑﻨﻲ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﻜﻞ ﻫﺪﻭﺀ: ﻳﺘﺒﺮﻋﻮﺍ ﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ، ﺳﺄﻟﺘﻪ: ﻭﻣﺎ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﻤﻊ ﻟﻪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ؟ ﺃﺟﺎﺑﻨﻲ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﺣﺰﻳﻨﺔ: ﺍﺑﺘﻼﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺠﺄﺓ ﺑﻤﺮﺽ ﺧﺒﻴﺚ ﻭﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﻋﻼﺟﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ ﺗﺠﻤﻊ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﺟﻪ، ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ، ﺗﺪﺧﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻗﺎﺋﻼ: ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺃﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ؟! ﺃﺟﺒﺘﻪ: ﻃﺒﻌﺎ ﻻ.. ﻷﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺣﻀﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺒﺮﻧﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ ؟؟ 


ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﺗﺘﻔﺮﻕ .. ﺃﻗﻴﻢ ﻃﺎﺑﻮﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﻋﺰﻑ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻲ ﻭﻗﺪﻣﺖ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺕ ﺍﻹﺫﺍﻋﻴﺔ ﻭﺻﺮﻑ ﻣﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺇﻟﻰ ﻓﺼﻮﻟﻬﻢ، ﻛﻞ ﻣﻌﻠﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﻟﻔﺼﻠﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﺑﺪﻭﺭﻱ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﻟﻠﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: 

ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ .. ﺟﻠﻮﺱ..ﺍﻓﺘﺤﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﺳﺘﺔ ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺛﻢ ﺍﻗﻠﺒﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻧﺘﺒﻬﻮﺍ ﻣﻌﻲ.. ﻛﻞ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﻲ ﺃﺗﻢ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺣﺼﺘﻬﻢ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﺪﺍ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﺍﺣﺪ ﺫﻭ ﺑﻨﻴﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻳﻘﺒﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻔﺼﻞ، ﻛﺎﻥ ﺟﺴﻤﻪ ﻳﺮﺗﻌﺶ ﺑﺸﺪﺓ ،ﺍﺗﺠﻬﺖ ﺻﻮﺑﻪ ﻭﺍﺗﻀﺢ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺟﺴﻤﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﻌﺶ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ، ﻛﺎﻥ ﻳﺒﻜﻲ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﻋﺒﺮﺍﺗﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺃﻟﺤﻈﻪ ﺃﻭ ﻳﻠﺤﻈﻪ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻹﺣﺮﺍﺝ، ﺍﺗﺠﻬﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺑﻜﺎﺀﻩ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻫﺪﺃﺗﻪ ﻭﻣﺴﺤﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ، ﻫﺪﺃ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺮﺳﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺻﻮﺕ ﺑﻜﺎﺀﻩ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ، ﻛﻠﻤﺎ ﺃﻛﺮﺭ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﻳﺠﻬﺶ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ، ﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺒﻜﻲ ﺃﺧﻮﻛﻢ؟!.. ﻻ ﻣﺠﻴﺐ ،ﻛﺮﺭﺕ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻓﺄﺟﺎﺑﻨﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻣﻨﻪ: ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺃﺑﻮﻩ ﻣﺎ ﻋﻄﺎﻩ ﻓﻠﻮﺱ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ ..

ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺒﻜﻲ ﻷﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻪ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻟﻴﺘﺒﺮﻉ ﺑﻪ ؟؟!! ﺳﺆﺍﻝ ﻭﺟﻬﺘﻪ ﻟﻨﻔﺴﻲ، ﺃﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻔﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻜﻞ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ، ﺁﻟﻤﻨﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﺄﺷﻔﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﺟﻠﺴﺖ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺛﻢ ﻭﺟﻬﺖ ﻟﻪ ﺳﺆﺍﻻ: ﺃﺗﻌﺮﻑ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻟﻢ ﺗﺠﻤﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ؟ ﺃﺟﺎﺑﻨﻲ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺘﻘﻄﻊ(ﻋﺸﺎﻥ ﻳﻌﺎﻟﺠﻮﺍ ﻃﺎﻟﺐ ﻣﺮﻳﺾ) ﺛﻢ ﺳﺄﻟﺘﻪ : ﻫﻞ ﺃﻋﻄﺎﻙ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﻣﺼﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ؟ ﺃﺟﺎﺏ ﻧﻌﻢ..ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻛﻢ ﺃﻋﻄﺎﻙ؟ ﺃﺟﺎﺏ:ﻣﺎﺋﺔ ﺑﻴﺴﺔ..ﺳﺄﻟﺘﻪ:ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺘﺒﺮﻉ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ؟ ﺃﺟﺎﺏ:(ﻓﻀﻴﺤﺔ ﺃﺳﺘﺎﺫ..ﺣﺪ ﻳﺘﺒﺮﻉ ﺑﻤﺎﺋﺔ؟!!) ﺿﺤﻜﺖ ﻭﺿﺤﻚ ﻣﻌﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ، ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﻗﻨﻌﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﺮﻉ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻈﻢ ﺑﻜﺜﻴﺮ، ﻫﻴﺎ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺍﺫﻫﺐ ﻭﺗﺒﺮﻉ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﺑﺈﺫﻥ ﻣﻨﻲ، ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﻳﺠﺮﻱ ﻳﻤﻸﻩ ﺣﻤﺎﺱ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﺟﺎﻣﺤﺔ، ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺍﺭﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﺳﺘﻮﻗﻔﺘﻪ ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻭﺍﻷﻫﻢ ﻓﻲ ﻗﺼﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ:ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﺳﺘﺄﻛﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺴﺤﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﺒﺮﻋﺖ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ؟

ﺃﺟﺎﺑﻨﻲ ﺑﺜﻘﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻤﺰﻭﺟﺔ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﺍﻟﻤﺮﺗﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﺠﻤﺪﺗﻴﻦ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ:((ﻣﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺃﻫﻢ ﺷﻲﺀ ﻳﺘﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ))..

 ﻭﺃﺗﺮﻙ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ. 💗

ﺃﻓﺮﺣﺘﻨﻲ ﻭﺍﺑﻜﺘﻨﻲ ﻭﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﺗﻐﺮﺳﻮﻫﺎﻓﻲ ﻛﻞ
 ﻣﻦ ﺗﺤﺒﻮﻥ ﺍﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﻭﻗﺘﺎ ﻫﺎﺩﻱﺀ ﻟﻘﺮﺍﺀﺗﻬﺎ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق